shababmenouf المدير العام
عدد الرسائل : 338 تاريخ التسجيل : 02/09/2007
| موضوع: في ذكـــري مولـــد سيد الخلق(صلي الله عليه وسلم) الجمعة فبراير 26, 2010 5:11 pm | |
| في ذكـــري مولـــده ..... كل عــام وأنتمــ مسلمون لا أدري لماذا يخالطني شعور بأني أعيش في القرن السابع ؟ أيام سقوط "بغداد" ووفاة الدولة العباسية، أو بعد ذلك بقرنين أيام سقوط "غرناطة" واختفاء الإسلام من الأندلس؟!!
!! نعم أنا أحيا في القرن الخامس عشر للهجرة. والمسلمون من خمس العالم ومنتشرون في كل القارات، بيد أن هزائم ثقيلة تنزل بهم، ومؤامرات لئيمة تحاك لهم، وظلمات كثيفة تتجه إلى مستقبلهم، ويستحيل أن يبتسم مسلم مخلص وهو يرى هذا الهوان يكتنف دينه وقومه!! وكيف يبتسم وهو يرى الأخطار تتجه إلى قلب أمته وأطرافها، والأعداء وهم جادون في الإجهاز عليها، ومع ذلك فجماهيرنا تلهو وتلعب!
إن الذنوب التي نقارفها، والتوافه التي تشغلنا هي الثغرات التي ينفذ العدو إلينا منها، ويحكم قبضته علينا.
ولا نزال نلفت الأنظار إلى مصادر الخطر على حياتنا كلها إنها: أولاً: مواريث الثقافة المغشوشة التي تحتضن البدع والخرافات، ولا تعرف عادة من عبادة، ولا ركنا من نافلة، ولا دنيا من آخرة، ولا ترسم للإسلام صورة صحيحة تبرز فيها أجهزته الرئية وسماته التابعة، وأهدافه الأولى، ومطالبه الثانوية... وثانيًا: ما وفد به الاستعمار الثقافي للحضارة المنتصرة! إنها حضارة تعبد اللذة، تزدري الآخرة، وتنسى الله وتجحد حقوقه. وقد سخَّرت الأرض-التي خلقها الله لعباده- لخدمة إلحادها على حين وقف المؤمنون الذين يجهلون قواها لا يحسنون دفاعًا بل لا يستطيعون حراكًا...***
إن للإسلام أخلاقاً لا يمكن أن تنفك عن المسلم... إنها تصبغ سريرته ٬ وتحد مسيرته ٬ وتجعله يتوكل على الله ٬ ويفوض إليه أمره ٬ ويتعلق برفده ٬ ويوجل من غضبه ٬ ويتشبث بحبله ٬ ويثق بما عنده ٬ ويحب ويبغض فيه ويعطى من أجله ويمنع ٬ ويخاصم ويسالم ويختلط ويعتزل.. إن لمعرفة الله آثاراً حاسمة فى الأخلاق والأعمال ... وفى هذه الأيام التى يتعرض الإسلام فيها للموت ! لا نقبل عالماً يتملق الظلمة بالفتوى الضالة ٬ ولا مداهناً يبيع دينه بعرض من الدنيا ٬ ولا خائناً يسوغ الهزيمة قبولاً للأمر الواقع ٬ ولا أنانياً تهمه نفسه ولا تهمه أمته.
الشيخ / محمد الغزالي .. هموم داعية
| |
|